حادثة المصعد والاهمال في العراق
حادثة جرت معي شخصيًا، ولا أستغرب ما يجري من أهوال في العراق…!!
قبل أقل من شهر، كنا في زيارة لطبيب تقع عيادته في الطابق الثالث من بناية حديثة!
نعم، متر واحد فقط! ثم توقفت الكهرباء بالكامل والمصعد تجمّد في مكانه!
لا نور، لا هواء... فقط عتمة خانقة وصوت أنفاسنا يتردد بين الجدران. كنا محشورين في مساحة صغيرة لا تتجاوز مترًا ونصفًا في متر ونصف، وكلنا نردد: يا سترك يا رب!🕯️
الهاتف؟ لم ينفع. لم نكن نملك رقم المسؤول ولا نعرف ما يجب فعله.
استخدمنا ضوء الموبايل 🔦 كوسيلة نجاة مؤقتة...
ما وجدناه داخل المصعد هو فقط مفتاح جرس صغير لا يكاد يسمع لتنبيه من بالخارج، مع كثير من الصياح والصراخ، حتى سمعنا صوت رجل من خلف الباب يقول:
"لا تخافون، راح يجي العامل بعد 10 دقايق."
وتمر الدقائق، ونكتشف أن هذه "العشر دقائق" مثل المسلسلات التركية… لا تنتهي ⏱️
مضى ربع ساعة، ونحن ننتظر. داخل المصعد: شخص مريض، امرأة تبكي، أخرى تدعو، وأنا أفكر:
"يعني إذا مت، أكتب بالوصية (مات بسبب مصعد حديث)؟"
أي موتة هذه؟!
وبعد طول انتظار، وصلت جماعة الصيانة، وبدأت الحرب النفسية!
مصباح المصعد يعمل للحظات ثم ينطفئ، والفنيون يتعاملون معنا وكأننا خبراء مصاعد!
"لا تضغط على الباب، سوي كذا، لا تتحرك…" وكأن المشكلة منا!
تمكنوا أخيرًا من فتح الباب بعد أكثر من نصف ساعة!
وعند الخروج… ظهرت الزبدة:
المصعد عاطل من زمان، ولا توجد عليه أي صيانة!
ومع ذلك، يستخدمه الناس يوميًا وهم لا يعلمون بأنهم يخاطرون بحياتهم.
‼️ هل ننتظر الكارثة حتى نتحرك؟
مراجع يذهب لعيادة لعلاج مرض، قد يخرج منها بمصيبة أكبر!
أين الضمير؟ أين الرقابة؟ أين الأمانة؟
كم حادثة مشابهة تحدث في بنايات أخرى؟ كم شخص مرّ بنفس الرعب؟
وأين الجهات الرقابية؟ هل تنتظر الكارثة كما حصل في واسط؟ كم ضحية راحت بسبب الإهمال؟
كفى محسوبيات، كفى إهمال، حياة المواطن لا تُعوض!
خافوا الله في الناس. المصعد ليس رفاهية، هو وسيلة يومية يجب أن تكون آمنة 100%.
المصدر/صادق عطيه
#حادثة_المصعد_والاهمال #اهمال_البنايات #سلامة_المواطن #الرقابة_الغائبة #العراق